وَقَالَ أَبو العَمَيْثَلِ: الحَجَفُ: الصُّدُورُ، على التَّشْبِيهِ بِالتُّرُوسِ، وَاحِدَتُهُما حَجَفَةٌ بالتَّحْرِيكِ أَيضاً، وَمِنْه الحَدِيثُ:) أَنَّه صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم أُتِىَ بِسَارِقٍ سَرَقَ حَجَفَةً، فَقَطَعَهُ (وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للرَّاجِزِ وَهُوَ سُؤْرُ الذِّئْبِ: مَا بَالُ عَيْنٍ عَنْ كَرَاهَا قد جَفَتْ مُسْبَلَةً تَسْتَنُّ لَمَّا عَرَفَتْ دَاراً لِلَيْلَي بَعْدَ حَوْلٍ قد عَفَتْ بَلْ جَوْزِ تَيْهَاءِ كَظَهْرِ الحَجَفَتْ يُرِيدُ: رُبَّ جَوْزِ تَيْهَاءَ، قَالَ: ومِنَ العربِ مَن إِذا سَكَتَ علَى الْهَاءِ جَعَلَهَا تَاء، فقَال: هَذَا طَلْحَتْ، وخُبْزُ الذُّرَتْ، قَالَ الصَّاغَانيُّ: وهُم طَيِّئُ.
قلتُ: والرَّجَزُ المذكورُ مُدَاخَلٌ، وَقد أَنْشدَه صاحِبُ اللِّسَانِ علَى الصَّوابِ، فانْظُرْهُ.
وَقَالَ بعضُهم: الحُجَافُ، كُغَرابٍ: مَشْىُ الْبَطْنَ عَن تُخَمَةٍ، أَو مِنْ شَيْءٍ لَا يُلَائِمُ لُغَةٌ فِي تَقْدِيمِ الْجِيمِ.
وَقَالَ ابنُ الأعْرَابِيِّ: الْمَجْحُوفُ، والمَجْحُوفُ وَاحِدٌ، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ: بل أَيُّهَا الدَّارِىءُ كَالْمَنْكُوفِ والمُتَشَكِّي مَغْلَةَ الْمَحْجُوفِ قلتُ: والرَّجَزُ لِرُؤْبَةَ، والدَّارِىءُ: الَّذِي دَرأَتْ غُدَّتُه: أَي خَرَجَتْ.
قَالَ ابنُ الأعْرَابِيِّ، والمَنْكُوفُ: الْمُشْتَكِي نَكَفَتَهُ، وَهِي أَصْل اللَّهْزِمَةِ، نَقَلَهُ الأًزْهَرِيُّ هَكَذَا، وَقيل: النِّكَفَتَانِ اللَّتَانِ فِي رَأْدَي اللَّحْيَيْنِ، كَمَا سيأْتي، وعَلَى كلِّ حالٍ فكلامُ المُصَنِّفِ لَا يَخْلُو)
عَن نَظَرٍ، فإِنَّ الَّذِي ذكَره إِنَّمَا هُوَ تَفْسِيرُ المَنْكُوفِ، لَا المَحْجُوفِ،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute