فصل ٢ مَا يَنْبَغِي أَن يَسْتَعْمِلهُ الْمَرْء مَعَ رؤسائه
نبدأ بتعهد الرؤساء لما سنصفه فَنَقُول
إِن الْمَرْء مَعَ من هُوَ فَوْقه من الرؤساء لَا يَخْلُو من أَن يكون متصديا لخدمته أَو يكون بَينه وَبَين من هُوَ فَوْقه حَال يلقاه فِي بعض الْأَوْقَات أَو يكون بالبعد لَا يلقاه إِلَّا بِالذكر
الِاجْتِهَاد فِيمَا فوض إِلَيْهِ
فَوَاجِب على الْمَرْء أَن يسْتَعْمل مَعَ من هُوَ متصد لخدمته مَا نقُوله
وَهُوَ أَن يكون ملازما لما هُوَ بصدده مواظبا على مَا فوض إِلَيْهِ ويجتهد أَن يكون نصب عينه إِذا ذكره وَلَا يخْشَى الملال وخصوصا من الْمُلُوك لِأَن مَوضِع الملال إِنَّمَا يكون عِنْد كَثْرَة غشيان النَّاس الْمَوَاضِع الَّتِي لَيْسَ لَهُم فِيهَا عمل
بَيَان محَاسِن الرئيس
وَأَن يكون مازجا لَهُ مقرظا لجَمِيع مَا يَأْتِيهِ الرئيس من دق أَو جلّ مُجْتَهدا فِي طلب وُجُوه حسان لكل مَا يَفْعَله ويقوله وَهُوَ وَاجِد ذَلِك إِذْ لَيْسَ شَيْء من الْأُمُور فِي الْعَالم إِلَّا وَله وَجْهَان أَحدهمَا جميل وَالْآخر قَبِيح