فيطالبهم بِالْخدمَةِ لَهُ وَالسَّعْي إِلَى بَابه إِلَّا من ظهر عذره وَبَان عَجزه وَلَا يجوز للزهاد وَالْعُلَمَاء الِانْقِطَاع عَنهُ إِلَّا من وَقعت الْيَمين الْخَالِصَة بانقطاعه إِلَى الله تَعَالَى بِالْكُلِّيَّةِ واعتزال الكافة
وَيتْرك مَا يخْتَلط بِهِ الرّعية كَأبي عَليّ بن أبي الهيش على شَأْنهمْ والتبرك بدعائهم والحذر من الْإِثْم فيهم
وَأما من دونهم من المتشبه بهم فليوسعوا عدلا واستخداما وَلَا يَكُونُوا من التصون عَن مجَالِس الْمُلُوك وَالسَّعْي إِلَى أَبْوَابهم فَإِن فِي فَسَادًا قد شَرحه أزدشير فِي عَهده يغنينا عَن ذكره
وَهَؤُلَاء الَّذين يطالبهم الْملك بِقصد بَابه فَلهم عَلَيْهِ حق يَقْتَضِي تعرف أخبارهم وصيانة جاهم وترتيبهم فِي مَرَاتِبهمْ واختصاص كل وَاحِد مِنْهُم من ذَلِك بِمَا يَقْتَضِيهِ طبعه فِي الْخَيْر وَالشَّر والنفع بِهِ والضر