وَقد رَأينَا أَن نختم هَذَا التَّعْلِيق بِكَلِمَات لأبي بكر الصّديق رضوَان الله عَلَيْهِ مِمَّا وصّى بِهِ يزِيد بن أبي سُفْيَان لما أنفذه على العساكر إِلَى الشَّام فَإِنَّهَا من البلاغة البديعة والوصايا العجيبة
وَهِي قَوْله
ابدأ جندك بِالْخَيرِ وعدهم مَا بعده وَإِذا وعظت فأوجز فَإِن الْكَلَام إِذا كثر نسى الأول بِالْآخرِ واصلح نَفسك يصلح لَك النَّاس فَإِن الْأَمِير إِنَّمَا يتَقرَّب إِلَيْهِ بِمثل فعله وَلَا تغفل عَن الصَّلَاة إِذا دخل وَقتهَا وليؤذن الْمُؤَذّن فِي عسكرك ثمَّ أبرز فصل بِمن أحب الصَّلَاة خَلفك
وَإِذا قدمت عَلَيْك رسل الْعَدو فَأكْرم منزلهم وأقلل مقامهم لِيخْرجُوا من عسكرك وهم جاهلون بِهِ غير عارفين بخلل إِن كَانَ فِيهِ وأنزلهم فِي جُمْهُور كثير من عسكرك وامنع كل وَاحِد من محادثتهم وَكن أَنْت الْمُتَوَلِي لكلامهم