للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبي ظبي أنس كمّل الله حسنه ... وقال لأبصار الخلائق عوّذي

جلى تحت ياقوت اللمى عقد جوهر ... رطيب وأبدى عارضاً من زمردِ

ومنها:

يقولون من هذا الذي

واتفق لي في هذه النونية بيت حلا مقصده وصفا مورده وهو أني عمدت إلى بيتي أبي الطيب، رحمه الله، وهما:

أجزْني إذا أنشدتَ شعراً فإنهُ ... بشعري أتاكَ المادحونَ مردّدا

ودْع كلَّ قولٍ غيرَ قولي فإنني ... أنا الطائرُ المحكيُّ والآخرُ الصَّدى

فجعلت صدريهما بيتاً وقلت في مدحه، عز نصره:

أجز كلما أنشدت شعراً فإنه ... ودع كلّ قولٍ غير قولي فإنني

فجاء كما ترى آخذاً بمجامع الإحسان يروق للسمع كلما كرره اللسان. وقلت من أخرى:

سيّدي أمرضني هج ... رك والوصل طبيبي

إن أكن أضمرتُ صبراً ... عنك فالله حسيبي

من مجيري من غزالٍ ... فاتن الطرف لبيبِ

بدرُ تمّ حلّ منّا ... في عيون وقلوبِ

إن بدا أو ماسَ أزرى ... بهلال وقضيبِ

أشتكي من سحر عيني ... هـ ومن عين الرقيبِ

فبلاءٌ من عدوّي ... وبلاءُ من حبيبي

وقلت من أخرى في الصاحب الأعظم شمس الدين، أعز الله أنصاره:

قسماً بلين قوامك المتأوّد ... إني خفيت من الضنا عن عوّدي

فارحم أخا كلفٍ يبيت بمقلةٍ ... عبرى وقلبٍ من صدودك مكمدِ

واعطف على من ظلَّ فيك زمانه ... بأنين مكروبٍ وطرفٍ مسهدِ

فعلام يتعب عاذلي وقضى الهوى ... إني أخالف عاذلي ومفنّدي

يا كعبة الحسن الذي لجماله ... وجهتُ وجهي فهو غاية مقصدي

بك أهتدي سبل الغرام وحقّ من ... أمسيتَ أنتَ دليله أنْ يهتدي

يا مخبري عن طيب وقت وصاله ... أطربتَ سمعي بالحديث فردّدِ

إيهٍ بحقّك هات عن كلفي به ... واترك حديث ربا العقيق وثهمدِ

وقلت من غزل أخرى فيه، عزّ نصره:

حثّهُ سائقُ الغرامِ فحنّا ... وجفا منزلاً وخلّف مغنى

ودعاه الهوى فلبّى سريعاً ... وكذا شيمة المحبّ المعنّى

رامَ صبراً فلم يطعه غرامٌ ... غادرَ القلبَ بالصبابةِ رهنا

وجفا لذّة الكرى في رضى الح ... ب فأرضى قلباً وأسخط جفنا

أسهرت مقلتيه في طاعة الوج ... دِ عيونٌ من المحصّب وسْنا

كل ظامي الوشاح ريّان من ما ... ءِ التصابي أضنى المحبّ وعنّى

ما على الدهر لو أعاد زماناً ... سلبته أيدي الحوادث منّا

وعلى من أحبَّ لو شفع الحس ... ن الذي قيّدَ العيونَ بحسنى

وبروحي أفدي رشيق قوامٍ ... لاح بدراً وماسَ إذ ماسَ غصنا

يتجنى ظلماً فيحدث لي وج ... داً إذا صدَّ عاتباً وتجنّى

ما ثناني عنه العذولُ وهل يث ... ني غرامي وقدّه يتثنّى

كيف أسلو بدراً يشابهه البد ... رُ سناءً يصبي الحليم وسنا

ليَ معنّىً فيه وفي صاحب الدي ... وانِ ما رمتُ مدحه ألف معنى

وقلت من غزل أخرى فيه، أدام الله قدرته:

حيّ ربعاً بالرقمتين ودارا ... واسق أطلالها الدموع الغزارا

وأنخ بالحمى تجد فيه من عل ... وةَ سقياً لعهدها آثارا

ظبية قد أطعت أمر التصابي ... في هواها لما عصيت الوقارا

وخلعتُ العذار فيها وقد أذ ... عنَ قبلي قوم بحبِّ العذارى

ووصلت السهاد إذ وصلت هجري ... وأبدت من بعد أنس نفارا

وأطلتُ البكاء في الربع حزناً ... لفراقي تلك الليالي القصارا

هل معيدٌ عصرَ الشباب وعيشاً ... خلتُ أوقاته خيالاً زارا

إذ مغاني الحمى أواهل تجلو ... للعيون الشموسَ والأقمارا

وقلت من أخرى فيه، جمل الله ببقائه:

أقيلي من الصدّ المبرّح والقلى ... ولا تقبلي في الحبّ ممن تقوّلا

ورقّي لمن أطلقتِ في الهجر دمعه ... وأقصيت عنه صبره فترحلا

أيا ظبية الوادي انقضى العمر بالجفا ... وأشمتِّ لوّاماً عليك وعذّلا

وقالوا سلا حوشيت أن تسمعي لهم ... فمثلك ما يسلى ومثلي ما سلا

أريدُ بقاءً ما أردت تواصلاً ... فأما وقد عوّلت أن تهجري فلا

كلفتُ بها هيفاء ناعمة الصبا ... بعيدة مهوى القرط كالبدر يجتلى

<<  <   >  >>