يرصّعُ الياقوت بالبلورِ
وقال آخر:
وروضٍ ناضرٍ قد أضحكته ... شآبيبُ السحائبِ بالبكاءِ
كأنَّ شقائقَ النعمانِ فيه ... ثيابٌ قد روينَ من الدماءِ
وقال ابن المعتز:
كأنَّ عيونَ النرجسِ الغضِّ بيننا ... مداهنُ درٍّ حشوهنَّ عقيقُ
إذا بلّهنَّ القطرُ خلتَ دموعَها ... دموعَ عيونٍ كحلهنَّ خلوقُ
وقال أيضاً:
ظللتُ بملهى حرّ يومٍ وليلةٍ ... تدورُ عليَّ الكاسُ في فتيةٍ زهرِ
لدى نرجسٍ غضٍّ وسروٍ كأنَّه ... قدودُ جوارٍ رحنَ في أُزرٍ خضرِ
وكتب إلي شخص بيتين للمغاربة في تفضيل الورد على النرجس وهما:
من فضَّل النرجس في حلمه ... وهو على الورد الذي يرأسُ
أما ترى الورد غدا قاعداً ... وقامَ في خدمته النرجسُ
وطلب أن أعكس المعنى وأفضل النرجس فقلت بديهاً:
لم يكن الوردُ كما أخبروا ... واعتقدوا في جهلهم قاعدا
لكن رأى النرجس لمَّا بدا ... فخرَّ من هيبته ساجدا
وقلت أيضاً بديهاً:
النرجس الغضّ له حشمةٌ ... مكتومةٌ لكنها تُعلمُ
يقوم في الخدمةِ من فضله ... وسيّد القوم الذي يخدمُ
وكلفت المعين إبراهيم بن المحتسب الإربلي أن يعمل فقال:
إنْ أشبهَ الجوريُّ يوماً أعيناً ... في حسنها يستهتر العشاقُ
فالنرجسُ الغضُّ المضاعفُ سابقٌ ... ومواددٌ فلودّه يُشتاقُ
ما قيمة الوجه المدلّ بحسنه ... إنْ لم تزنه بحسنها الأحداقُ
فقلت: يا أخي يقول لك الخصم وما قيمة الأحداق إذا لم يزنها وجه مدل بحسنه فما أعاد جواباً.
وقال آخر:
سقياً لأرضٍ إذا ما نمتُ نبَّهني ... بعد الهدوّ بها قرعُ النواقيسِ
كأنَّ سوسنها في كلِّ شارقةٍ ... على الميادين أذنابُ الطواويسِ
وقال سعيد بن حميد:
وترى الغصون إذا الرياح تنسَّمت ... ملتفَّةً كتعانقِ الأحبابِ
وله في وصف السرو:
فكأنَّها والريحُ يخطرُ بينها ... تنوي التعانقَ ثم يمنعها الخجلُ
وفي الدولاب:
سقى الرياض وغنَّاها فأغصنُها ... سكرى ترنّح من شربٍ وتطريبِ
وقال ابن المعتز:
ظللتُ بها أُسقى سلافةَ بابلٍ ... بكفِّ غزالٍ ذي جفونٍ صوائدِ
على جدولٍ ريَّان لا يكتمُ القذى ... كأنَّ سواقيهِ متونُ المبادرِ
وللمغاربة فيه:
ومطّرد الأجزاء تصقل متنه ... صبا أبرزت للعين ما في ضميرهِ
جريح بأطراف الحشا كلما جرى ... عليها شكا أوجاعَه في خريرهِ
وقد أحسن القائل ما شاء في وصف واد:
وقانا لفحةَ الرمضاء وادٍ ... وقاه تضاعف النبتِ العميمِ
نزلنا دوحه فحنا علينا ... حنو المرضعات على الفطيمِ
وأرشفناعلى ظمأٍ زلالاً ... ألذّ من المدامة للنديمِ
يروع حصاهُ حاليةَ العذارى ... فتلمس جانبَ العقدِ النظيمِ
يصدُّ الشمس أنَّى واجهتنا ... فيحجبها ويأذنُ للنسيمِ
وقد أبدع الجدلي في قوله وأجاد:
لدى أقحوانات حُففنَ بناصعٍ ... من الورد مخضر الغصون نضيدِ
تميلها أيدي الصبا فكأنَّها ... ثغورٌ هوتْ شوقاً لِعَضّ خدودِ
وقال السيد الرضي:
ونيلوفرٍ صافحتهُ الرياحُ ... وعانقهُ الماءُ صفواً ورنْقا
تخيلُ أوراقهُ في الغديرِ ... كألسنةِ النارِ حمراً وزرقا
وقال آخر:
وكأنَّ البنفسج الغضّ يحكي ... أثرَ اللطمِ في الخدودِ الغيدِ
وقال آخر:
إنَّ البنفسجَ ترتاحُ القلوبُ له ... ويعجزُ الوصفُ عن تحديدِ معجبهِ
أوراقُه شُعل الكبريت منظرها ... وريحه عنبرٌ تُحيا القلوبُ بهِ
وقال عبد الصمد بن المعذل:
ونازعني كأساً كأنَّ رضابها ... دموعي لمَّا صدَّ عن مقلتي غمضي
عشيةَ حيَّاني بوردٍ كأنهُ ... خدودٌ أُضيفتْ بعضهنَّ إلى بعضِ
وولَّى وفعلُ الكأسِ في حركاتهِ ... من السُّكر فعل الريح بالغصنِ الغضِّ
وقال علي بن الجهم:
ما أخطأ الوردُ منكَ لوناً ... وطيبَ ريحٍ ولا ملالا
وقام حتّى إذا أنِسنا ... بقربهِ أسرعَ انتقالا
وله فيه:
زائرٌ يُهدي إلينا ... نفسَه في كلّ عامِ