حسنُ الوجهِ ذكيُّ الرِّ ... يحِ إلفٌ للمدامِ
عمرهُ عشرون يوماً ... ثمَّ يمشي بسلامِ
وله أيضاً:
لم يضحكِ الورد إلاّ حينَ أعجبهُ ... حسنُ الرياضِ وصوتُ الطائرِ الغردِ
بدا فأبدتْ له الدنيا محاسنها ... وراحتِ الريحُ في أثوابها الجددِ
وباشرتهُ يدُ المشتاقِ تسندهُ ... إلى الترائبِ والأحشاء والكبدِ
بينَ النديمينِ والخلِّينِ مصرعهُ ... وسيرهُ من يدٍ موصولةٍ بيدِ
ما قابلتْ قضبُ الريحانِ طلعتهُ ... إلاّ تبيَّنتْ فيها ذلَّةَ الحسدِ
قامتْ بحجَّته ريحٌ معطرةٌ ... تجلو القلوبَ من الأوصابِ والكمدِ
لا عذَّب اللهُ إلاّ منْ يعذَّبهُ ... بمسمعٍ باردٍ أو صاحبٍ نكدِ
وقال السروي:
مررنا على الروضِ الذي طلّه الندى ... سُحيراً وأوداجُ الأباريقِ تُسفكُ
فلم أرَ شيئاً كانَ أحسنَ منظراً ... من الروضِ يجري دمعهُ وهو يضحكُ
الأخيطل:
الآن عادت وجوه الأرض لابسةً ... روضاً يميس من الأنوارِ في حللِ
مدَّ الربيعُ عليها من ملابسه ... وشياً وشايعه للعارض الهطلِ
أما ترى قضبَ الريحان حاملةً ... من الزبرجد عقداً غير متصلِ
تنقادُ من نعمةٍ أعناقها فإذا ... جرى النسيمُ بها استهوتْ من الميلِ
تُمسي إذا ما سقيطُ الطلِّ ألقحها ... مطويّة وهي أبكارٌ على جبلِ
جحظة:
أما ترى أعينَ النوارِ ناظرةً ... ترنو إليك بأحداقٍ وأجفانِ
والأرضُ في حللٍ من أمرِها عجب ... ليست بصيغةِ إنسيّ ولا جانِ
حاكَ السحابُ لها ثوباً وألحمه ... نوعين من لؤلؤ رطب ومرجان
وقال ابن المعتز:
ما ترى نعمةَ السماءِ على الأر ... ضِ وشكرَ الرياضِ للأمطارِ
وكأنَّ الربيعَ يجلو عروساً ... وكأنَّا من قطره في نثارِ
وقال البحتري:
أمّا الرياضُ فقد بدتْ ألوانُها ... صاغتْ حليَّ فنونها أفنانُها
دقَّت معانيها ورقَّ نسيمُها ... وبدتْ محاسنها وطابَ زمانُها
الصنوبري:
ما الدهرُ إلاّ الربيعُ المستنيرُ إذا ... أتى الربيعُ أتاكَ النّورُ والنُورُ
فالأرضُ فيروزجٌ والجوُّ لؤلؤةٌ ... والروضُ ياقوتةٌ والماءُ بلّورُ
أحمد العلوي:
في رياضٍ تخالُ نرجسها الغ ... ض عيوناً رواني الأحداقِ
ناظرات كأنَّما الطلُّ فيه ... ن دموعٌ تحيّرتْ في المآقي
وتخالُ الغصونَ عند تلاقيها ... تحاكي تعانقَ العشّاقِ
آخر، وهو الكندي:
أهدى الحيا للورد في وجناته ... خجلاً وزاد الياسمين غراما
وتشققت قمص الشقيق فخلته ... في الروضِ كاساتٍ مُلئنَ مداما
آخر:
الورد أحسن منظرٍ ... تتمتع الأبصار منه
فإذا تصرّم وقته ... أتت الخدودُ تنوبُ عنه
وقال أبو هلال العسكري:
أتاه بريدُ المزن ينشده الصبا ... فدوَّم من أعلى رُباه وديّما
ولاحَ إليه بالبروقِ مطرزاً ... فأصبحَ منها بالزواهرِ معلما
القاضي التنوخي:
أما ترى الروض قد وافاك مبتسماً ... ومدَّ نحو الندامى للسلام يدا
فأخضرٌ ناضرٌ في أبيضٍ يققٍ ... واصفر فاقعٌ في أحمرٍ نضدا
مثل الرقيب بدا للعاشقين ضحًى ... فاحمرَّ ذا خجلاً واصفرَّ ذا كمدا
وفي الورد الموجّه:
وردةُ بستانٍ لها رونقٌ ... زِينتْ من الحسنِ بنوعينِ
باطنها من لبّ ياقوتةٍ ... وظهرها من ذهبٍ عينِ
كأنَّا خدّي على خدّه ... لمَّا اعتنقنا غدوةَ البينِ
السري الرَّفَّاء:
وجناتِ تحيي الشربَ وهناً ... جنى وهداتها وجنى رُباها
إذا ركد الهواء جرت نسيماً ... وإن طاح الغمام طفت مياها
يفرّج وشيها غمّاءَ وردٍ ... يفيضُ على لآلئ من حصاها
ويأبى زهرها إلاّ هجوعاً ... ويأبى عرفُها إلاّ انتباها
البحتري:
قطراتٌ من السحابِ وروضٌ ... نثرتْ وردَها عليه الخدودُ
فالرياحُ التي تهبُّ نسيمٌ ... والنجومُ التي تطلُّ سعودُ
وقال أيضاً:
ولا زالَ مخضرٌّ من الروضِ يانعٌ ... عليه بمحمرٍّ من النورِ جاسدِ