ما شئت من ملحٍ فيه يصفّقها ... شادٍ وحادٍ وملاحٌ وناطورُ
وقال ابن مكلِّم الذئب:
شموسٌ وأقمارٌ من الزهر طلّعُ ... لدى الدهر في أكنافها متمتعُ
كأنَّ عليها من مجاجةِ ظلّها ... لآلئ إلاّ أنها هي أنصعُ
نشاوى تثنّيها الرياحُ فتنثني ... فيلثم بعضٌ بعضَها ثمَّ ترجعُ
آخر في طلوع الشمس من خلل الأوراق:
كأنَّ شعاع الشمسِ في كلّ غدوةٍ ... على ورقِ الأشجارِ أولَ طالعِ
دنانير في كفّ الأشلّ يضمّها ... لقبضٍ وتهوي من فروج الأصابع
علي الأسواري:
أوائل رسلٍ للربيع تقدَّمت ... على حسن وجه الأرض خير قدومِ
كأنَّ اخضرار الروض والزهر طالعٌ ... عليه سماء زُيِّنت بنجومِ
إذا افتضَّها طرف البصير بلحظه ... توهمها مفروشةً برقومِ
تردَّت بظلّ دائم وتضاحكت ... بضحك بروقٍ في بكاء غيومِ
فأوردها فحل السحاب غرائساً ... ضعاف القوى من مرضعٍ وفطيمِ
كمثل نشاوى الراح تلثم دائباً ... إذا الريحُ جادتْ بينها بنسيمِ
وقال الزاهي:
هذا الربيع وهذه أزهاره ... طابت لياليه وطاب نهارهُ
دريّةٌ أنواره فضيةٌ ... أنهاره ذهبيةٌ أشجارهُ
والماءُ فضيُّ القميصِ مُفروزٌ ... ببنفسج واللازورد شعارهُ
وترنمت عجم الطيور كأنها ... سرب القيان ترنمت أوتارهُ
فاشرب على ورد الخدود يحثّه ... وردُ الربيع تحفّه أنوارهُ
آخر:
حظّ عينٍ وحظّ سمعٍ ربيعا ... ن وتغريد بلبلٍ وهزارِ
في جلاء من الزمان ووجه ال ... أرضِ يُكسى وشائع النوّارِ
كلما أشرفت شموس الأقاحي ... خلت إحدى الشموس شمس النهار
ابن الرومي:
حيّتكَ عنَّا شمالٌ طابَ ريقُها ... تحيّةً فجرَّتْ روحاً وريحانا
حيَّت سُحيراً فناجى الغصنُ صاحبهُ ... سرّاً بها وتنادى الطيرُ إعلانا
وُرقٌ تغنَّى على خضرٍ مهدّلةٍ ... تسمو بها وتمسُّ الأرضَ أحيانا
تخالُ طائرها نشوانَ من طربٍ ... والغصنُ من هزِّه عطفيهِ نشوانا
عبد الكريم المغربي:
بارقٌ في خفاف غيم سكوب ... صدع الليل كالصباح الصديع
قائماً ينثر الحباب على ور ... د خدودِ الربيع نثر الدموع
في فضاء مضمّخٍ من عبيرٍ ... وهواء مخلّق من ردوع
يعتلي الفجر فيهما ذا حياءٍ ... وتمرّ الرياح ذات خضوع
شجر ذاب فوقه الحسن فاختا ... ل من القطر في رداءٍ وشيع
في الاذريون للحافظ:
عيون تبرٍ كأنَّما سرقت ... سواد أحداقها من الغسقِ
فإنْ دجا ليلها بظلمته ... ضممنَ من خوفها على السّرقِ
ابن المعتز في الأقحوان:
قد نسج القطرُ حله الزهر ... فالعين محورةٌ على النظرِ
وأبدتِ الأرضُ حسنها وغدتْ ... مثلَ عروسٍ تُجلى على البشرِ
ولؤلؤُ الأقحوان منتظمٌ ... على قميصٍ لها من الخضرِ
أحمد الصقلي في البنفسج:
بنفسجٌ يانعٌ ذكي ... زاد على طيب كل وردِ
كأنَّه عند ناظريه ... آثار قرص في صحن خدِّ
في الريحان:
قضيب من الريحان شاكلَ لونهُ ... إذا ما بدا للعين لون الزبرجد
أشبهه لمَّا بدا متجعداً ... عذاراً تبدَّى في سوالفِ أغيدِ
آخر في الشقائق:
ورياضٍ بديعةِ الألوان ... لاح فيها شقائق النعمانِ
كخدود مضرّجات عليها ... من غوالٍ كهيئة الخيلانِ
وقلت من أبيان أنسيتها في روضة:
وكأنّ الشقيق فيها خدود ... وتخال الخيلان كالخال فيها
المهلبي:
كأنَّما النرجس في روضه ... إذا أتته الريحُ من قربِ
أقداح ياقوت تعاطينها ... أنامل من لؤلؤٍ رطبِ
الفهمي:
سقياً لنرجس روضةٍ ... أبدى لنا بدعَ الفنونِ
أحداقه من زعفرا ... ن بين كافور الجفونِ
فنسيمهُ روحُ الحياةِ ... ولحظهُ داعي الفتونِ
لم لا تهيم به العيو ... ن وقد غدا مثل العيونِ
آخر:
سعى ساعٍ أليَّ بكاس خمرٍ ... وباقة نرجسٍ فسقى وحيَّا
تعالوا فانظروا قمراً منيراً ... سقى شمساً وحيَّا بالثريا
آخر: