للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الكأس تضحك والأوتار ناطقةٌ ... والزهر في حسنه والشملُ مشتملُ

نارٌ تلوح في النارنج في شجرٍ ... لا النار تطفى ولا الأشجار تشتعلُ

حكم بن عمر في ورد:

ومعشّقٍ حيَّا المحبّ بوردةٍ ... بيضاء قد شربت روائح ندّه

كأنَّها وبها احمرار جائل ... ماء الحياة على صحيفةِ خدِّه

البحتري:

أمَا ترى الورد يحكي خجلةً ظهرت ... في صحن خدٍّ من المعشوق منعوتِ

كأنَّه فوق ساق من زبرجدةٍ ... نثرٌ من التبر في محمرّ ياقوتِ

البياضي:

جاء وفد الريح فاعتنقت ... في أوراقٌ وأغصانُ

كلّ فرعٍ مال جانبهُ ... فكأنَّ الأصلَ سكرانُ

وكأنَّ الروضَ مكتسياً ... بسقيط الطلّ عريانُ

كلّما قبّلتُ زهرتَه ... خلتُ أنّ القطرَ غرثانُ

كشاجم في الشقائق:

انظر بعينك أغصانَ الشقائقِ في ... فروعِها زهرٌ في الحسنِ أمثالُ

من كلِّ مشرفةِ الأغصانِ ناضرةٍ ... لها على الغصنِ إيقادٌ وإشعالُ

كأنَّها وجناتٌ أربعٌ جُمعتْ ... وكلُّ واحدةٍ في صحنِها خالُ

محمد بن عبد الله بن طاهر:

أما ترى شجرات الورد مظهرةً ... لنا بدائع قد ركّبنَ في قضبِ

كأنَّهنّ يواقيت تطيف بها ... زمردٌ وسطه شذرٌ من الذهبِ

ابن المعتز:

وعُجنا إلى الروضِ الذي طلّهُ النَّدى ... وللصبحِ في ثوبِ الظلامِ حريقِ

كأنَّ عيونَ النرجسِ الغضِّ بينهُ ... مداهنُ درٍّ حشوهنَّ عقيقُ

إذا بلّهنَّ القطرُ خلتَ دموعها ... بكاءَ جفونٍ حشوهنَّ خلوقُ

ابن الساعاتي:

لله يومُ النيِّرينِ ووجههُ ... طلقٌ وثغرُ اللهوِ ثغرٌ أشنبُ

وكأنَّما فننُ الأراكةِ منبرٌ ... وهزارهُ فوقَ الذؤابةِ يخطبُ

والرعد يشدو والحيا يسقي وغص ... ن البانِ يرقصُ والخمائلُ تشربُ

وكأنَّما الساقي يطوفُ بكأسهِ ... بدرُ الدجى في الكفّ منه كوكبُ

بكر بها نقعُ الغليلِ ومعجبٌ ... نقعُ الغليلِ بجذوةٍ تتلهّبُ

حمراء حاربنا الصروفَ بصرفها ... فزجاجها بدمِ الخطوبِ مخضّبُ

والقطر نبلٌ سوابغٌ ... موضونةٌ والبرقُ سيفُ مذهبُ

وقال أيضاً:

يا نديميّ والنديمُ معينُ ... وخليليّ والخليلُ شفيقُ

ما لوجه الدنيا يُذمّ وقد أص ... بح وجهاً جماله موموقُ

فقضيبٌ عليه للطيرِ شدوٌ ... وغديرٌ لمائهِ تصفيقُ

هُزّت البان كالقدود وقد ض ... رّج فيها مثل الخدود الشقيقُ

حيث ذيل الصبا بليلٌ بها يس ... حبُ وجيب نشرها مفتوقُ

وصباحاك ضوءُ كأس وثغرٍ ... ومداماك كأسُ خمرٍ وريقُ

وقال:

ما جلّقُ الفيحاءُ إلاّ جنةً ... فضلها وحي الغمام المُنزلُ

كم نعمٍ للغيثِ في أرجائها ... يفصحُ عنها سهلُها والجبلُ

بنفسجٌ مثلُ الخدودِ قُرّصت ... ونرجس ما هو إلاّ المقلُ

بكى الغمامُ فالثرى مبتسمٌ ... ورقصَ الدوحُ فغنَّى الجدولُ

كم جدولٍ باكرهُ مرُّ الصبا ... فهو نسيمٌ والحسامُ صقيلُ

وبعدَ كلّ ناشقٍ لا سامعٍ ... ما حدّثتْ عن الرياضِ الشمألُ

وقال أيضاً:

انظر إلى نسجِ الربيعِ وحوكهِ ... والشمس ترقمُ ما السحائبُ تحبكُ

والأرضُ تُجلى في معارض سندسٍ ... والنهي ردنٌ والنسيمُ يُفرّكُ

حيثُ الوجوهُ من البقاعِ سوافرٌ ... والأقحوانُ بها ثغورٌ تضحكُ

وفضاءُ هاتيك السماءِ معنبرٌ ... ونسيمُ ذاك الجو منه ممسَّكُ

والطلُّ في جيدِ الغصونِ منظمٌ ... وعلى السهولِ مُبددٌ لا يُسلكُ

كم فضَّ في بطحائها من فضةٍ ... بددٍ وتبرٍ لو يُصاغُ ويُسبكُ

وقال أيضاً:

يا حبَّذا زمنُ الربيعِ ودوحهُ ... قيدُ الخواطرِ بل عقالُ الأنفسِ

جُليتْ عرائسها فهمّ قلوبنا ... واللهو بين مقوّض ومعرّسِ

أنفاسه من عنبرٍ وسماؤه ... من لؤلؤ وبساطهُ من سندسِ

وقال:

أوَ ما ترى الأطيارَ في أشجارِها ... كمغرّدٍ قد دبَّ فيه شرابُ

وكأنَّ معتلَّ النسيمِ تحيةٌ ... وكأنَّما أغصانها أحبابُ

وقال ابن قلاقس:

<<  <   >  >>