للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} ١.

ويعتقدون أن الكواكب السبعة السيارة في أفلاكها، هي هياكل للروحانيات، فلكل روحاني هيكل، ولكل هيكل فلك، ونسبة الروحاني إلى ذلك الهيكل الذي اختص به كنسبة الروح إلى الجسد، فهو ربه ومدبره، وكانوا يسمون الهياكل أرباباً، وربما يسمونها آباء، والله تعالى هو رب الأرباب، وإله الآلهة، ومنهم من جعل الشمس إله الآلهة، ورب الأرباب٢.

فأعلن إبراهيم عليه السلام في قومه دعوة التوحيد، وجادل وناقش كلا الفريقين بالحجة والبرهان، دون خوف أو مبالاة من أحد، وهو فريد لا يجد من ينصره أو يشد أزره، حتى إنّ والده، وهو أقرب الناس إليه وقف له بالمرصاد.

ولكن إبراهيم عليه السلام سار في طريقه، لا يأبه لشيء، وأعلن في الناس دعوته متحدياً كل من يتصدى له، قائلاً: {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} ٣.


١ سورة التحريم الآية: ٦.
٢ انظر: الملل والنحل للشهرستاني ٢/٦، ٧، ٤٩.
٣ سورة الأنعام الآية: ٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>