ولما كان والد إبراهيم عليه السلام أعلم القوم بصناعة الأصنام، وكان الناس يشترونها منه، كان إبراهيم عليه السلام يحمل أكثر وأقوى الإلزامات على والده، وقد ضرب إبراهيم عليه السلام المثل الرائع في الجمع بين قوة الحجة والإقناع، وأدب الحديث مع والده.
وفي هذه الآيات نحس أسلوب الداعية المخلص في التوجيه والتعليم، الذي يحذر في لطف وينذر في لين، ويعرف منزلة الأبوة ومكانتها، فيعطيها حقها من اللين والاحترام.
ومع أنّ تلك الأبوة لم تقابل هذه الدعوة بالحنان والشفقة، بل انقلبت إلى نار تتأجج وجحيم يتوقد، تمثل ذلك في قول تلك الأبوة