للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦- الشرك في قوم يوسف عليه السلام ومنهجه في محاربته.

وفي زمن يوسف عليه السلام، كان الشرك سائداً في مصر، كسائر الأمم القديمة، وذكروا أنه كان لكل مدينة في مصر يومئذ معبود لا يشبه ما يجاورها من المدن، وكان لكل مدينة أو مقاطعة صغيرة آلهتها الخاصة، وعبادتها المختلفة، فكان موطن أوزيريس في أبيدوس، وفتاح في منفيس، وآمون في طيبة، وهوروس في أدفو، وهاتور في دندرة، ورع في هليوبوليس، وآتون في هرموبولس، وغيرها كثير هنا وهناك، وكانت مكانة الآلة مستمدة من مكانة المدينة أو المقاطعة التي يعبد فيها، وهكذا كانت الآلهة مراتب متفاوتة، تبعاً لتفاوت مراتب المقاطعات السياسية١.

كما كانت لهم معبودات أخرى كالشمس، والأسد، وابن آوى، وغير ذلك من الحيوانات والآلهة الحرقاء٢.

وقد غاظ يوسف عليه السلام ما شاهده من انحراف شنيع عن عقيدة التوحيد، فلما واتته الفرصة أثناء وجوده في السجن، صاح في


١ مقارنة الأديان لأبي زهرة ص: ٧، والأديان دراسة تاريخية مقارنة للدكتور رشدي عليان وسعدون الساموك ص: ٥٣-٥٤.
٢ تاريخ الدعوة لجمعة الخولي ١/٢١٩، عن مؤتمر تفسير سورة يوسف ٢/٧٨٣ ط أولى، سنة ١٩٦١م.

<<  <  ج: ص:  >  >>