للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله عليه وسلم: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ} ١.

أي ما يوحدونني لمعرفة حقي، إلاّ جعلوا معي شريكاً من خلقي٢.

وذكر السهيلي وغيره: "أن أول من لبى هذه التلبية عمرو بن لحي، وأن إبليس تبدى له في صورة شيخ، فجعل يلقنه ذلك فيسمع منه، ويقول كما يقول، واتبعه العرب في ذلك"٣.

وقد ذكر ابن الكلبي: "أنَّ أولّ من غير دين إسماعيل عليه السلام فنصب الأوثان، وسيب السائبة، ووصل الوصلة، وبحر البحيرة، وحمى الحامية، عمرو بن ربيعة، وهو لحي بن حارثة بن عمرو بن عامر الأزدي، وهو أبو خزاعة.

وكان الحارث هو الذي يلي أمر الكعبة، فلما بلغ عمرو بن لحي نازعه في الولاية، وقاتل جرهما ببني إسماعيل، فظفر بهم وأجلاهم عن الكعبة، ونفاهم عن بلاد مكة، وتولى حجابة البيت بعدهم"٤.

وذكر السهيلي: "أن العرب قد جعلته رباً لا يبتدع لهم بدعة، إلاّ


١ سورة يوسف الآية: ١٠٦.
٢ الأصنام للكلبي ص: ٧، وسيرة ابن هشام ١/٧٨، والبداية والنهاية لابن كثير ٢/١٨٨، والفتاوى لابن تيمية ١/١٥٦، وإغاثة اللهفان لابن القيم ٢/٢١٠-٢١١.
٣ الروض الأنف ١/١٠٢، والبداية والنهاية لابن كثير ٢/١٨٨.
٤ الأصنام للكلبي ص: ٨، وتلبيس إبليس لابن الجوزي ص: ٥٦، وبلوغ المرام للألوسي ٢/٢٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>