للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجهل، والأوهام والبهتان..

وعلى هذه الشاكلة كان العالم يعيش بأسره في الصين وإسبانيا، وفرنسا وإنجلترا، وافريقيا وغيرها، فلم يبق موضع إلا وإنسان يمرغ نفسه أمام صنم، ويذل عزته وكرامته أمام الأرباب، ونسي الإنسان إنسانيته أمام الشهوة والشيطان، وضاع حقه بل كيانه لإطماع المستبدين.

ففي إسبانيا وفرنسا الجنوبية كان شعب "الويزيجو" الأوربيين يصاولون الملك كلوفيس وأولاده الكاثلوكيين، وفي فرنسا نفسها، كان أولاد كلوفيس هذا متقادرين متسافكين، وكانت الحروب التي شبت نيرانها بين المملكة "الويزيجوتية" و "برونهو" والمملكة الفرنكية "فيريد يجوند" تهيء للتاريخ أشد الصحائف إثارة للأسى والكمد.

أما في إنكلترا فكان "الأنجلو" ينازعون "السكسونيين" الأرض التي احتلوها، واستعبدوا فيها ذرية "كيمريس"، وهم أقدم المغيرين على تلك الجزيرة، التي تتطلع اليوم للوقوف في مقدمة الأمم علماً وصناعة وقوة، وهي التي كانت في ذلك الوقت مجالاً للقوة الوحشية السائدة في تلك الغياهب الحالكة.

أما في أفريقيا، فكان اليونان الرومانيون أنفسهم -وهم أخلاط من عساكر وتجار وحكام، مجموعين من آفاق مختلفة- دائبين على امتصاص دم القطر المصري، وعاملين على جعل مصر العلمية، ذات المجد القديم

<<  <  ج: ص:  >  >>