للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد يقال إذا تركنا الطفل من غير أن نؤثر على فطرته، هل يخرج موحداً عارفاً بربه؟

فنقول: إذا ترك شياطينُ الإنس البشر، ولم يدنّسُوا فطرهم، فإنّ شياطين الجن لن يتركوهم، فقد أخذ الشيطان على نفسه العهد بإضلال بني آدم: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} ١.

وأُعطي الشيطان القدرة على أنْ يصل إلى قلب الإنسان، كما في الحديث الصحيح: "إنَّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.." ٢.

وبين القرآن أنَّ لكلِّ إنسان قريناً من الجن يأمره بالشر، ويحثه عليه، قال تعالى: {قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِن كَانَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ} ٣.

ولا يتخلص الإنسان من هذا إلاّ بالالتجاء إلى الله تعالى، والتعوذ من


١ سورة ص الآيتان: ٨٢-٨٣.
٢ صحيح البخاري بشرح الفتح ٤/٢٧٨ كتاب الاعتكاف، باب هل يخرج المعتكف لحوائجه إلى باب المسجد؟
وصحيح مسلم ٤/١٧١٢ كتاب السلام، حديث رقم: ٢٤.
وسنن أبي داود ٢/٨٣٥ كتاب الصوم، باب المعتكف يدخل البيت لحاجته.
وسنن ابن ماجه ١/٥٦٦ كتاب الصيام، باب في المعتكف يزور أهله في المسجد.
٣ سورة ق الآية: ٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>