للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسباب تغير الفطرة:

وقد يقال هنا لو كان التوجه إلى الله تعالى أمراً فطرياً في النفوس البشرية، لما عبد الناس في مختلف العصور آلهة شتى؟

والجواب: أنّ الفطرة تدعو المرء إلى الاتجاه إلى الخالق جل وعلا، لكن الإنسان في هذه الدنيا تحيط به مؤثرات كثيرة، تجعله ينحرف حينما يتجه إلى المعبود الحق، وذلك فيما قد يغرسه الآباء في نفوس الأبناء، وما قد يلقية الكتّاب والمعلمون والباحثون في أفكار الناشئة، بما يبدل هذه الفطرة ويفسدها، ويلقي عليها غشاوة، فلا تتجه إلى الحقيقة.

يصدِّق ما ذكرنا ماثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مولود إلاّ يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه" ١. ولم يقل يسلمانه؛ لأنَّ الإسلام دين الفطرة.


١ صحيح البخاري بشرح الفتح ٣/٢١٩ كتاب الجنائز، باب إذا أسلم الصبي هل يصلى عليه؟
ومسلم ٤/٢٠٤٧ كتاب القدر، حديث: ٢٢ و٢٤ وتقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>