للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال القرطبي رحمه الله: "لما بين أنَّ آلهتهم لا تقدر على شيء من السموات والأرض، بين أنَّ خالقها وممسكها هو الله، فلا يوجد حادث إلا بإيجاده، ولا يبقى إلا ببقائه".

وقد بين نديم الجسر في كتابه قصة الإيمان، بأن العلم يرجع ذلك الإمساك إلى قوة الجاذبية التي شاهد العلماء آثارها، وأحصوا أطوارها، ومسوا سطوحها ولم يسيروا أغوارها، وعرفوا قوانينها، ونواميسها، ولم يعرفوا بعد أسرارها١..

ثم يعلق نديم الجسر على ذلك بقوله: والحق ما قالوا، فالجاذبية حق وقوانينها المحسوسة المتزنة المتناسبة المحكمة الدقيقة حق، ولكن هل يكون القانون الدقيق المحكم أثر من آثار المصادفة العمياء؟.

قال تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} ٢.

وقد امتدح الله تعالى المتفكرين والمتأملين في ملكوت السموات والأرض، فقال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ


١ قصة الإيمان بين الفلسفة والعلم والإيمان ص: ٣١١.
٢ سورة الزمر الآية: ٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>