للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خالق السموات والأرض، ومسخر الشمس والقمر، ومنزل الماء من السماء، ومحي الأرض بعد موتها بهذا الماء.. يقرون أنّ صانع هذا كله هو الله، ولكنهم مع هذا يعبدون أصنامهم، أو يعبدون الجن، أو يعبدون الملائكة، ويجعلونهم شركاء لله في العبادة، وإن لم يجعلوهم شركاء له في الخلق.. وهو تناقض عجيب ... "١.

والحق أن المتأمل في القرآن العظيم، يجد أنَّ أكثر ما دار الحوار بين الأنبياء وأممهم، إنّما هو في إثبات الوحدانية لله تعالى، وإلا فإنّ الإقرار بوجود الله تعالى والاعتراف به خالقاً رازقاً مدبراً، أمر فطري في النفوس البشرية، إلا إذا انتكست تماماً، ولهذا قالت الرسل لأقوامهم المكذبة بإرسالهم إليهم: {أَفِي اللهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ... } ٢.

وقد قالوا لهم ذلك على وجه الاستفهام الإنكاري والتوبيخ، لأنَّ وجود الله ووحدانيته أمر لا يحتمل الشك، لظهور الأدلة القاطعة، والبراهين الساطعة على ذلك، وصدق القائل:

وفي كل شيء له آية ... تدل على أنه الواحد٣.


١ في ظلال القرآن ٦/٤٢٨.
٢ سورة إبراهيم الآية: ١٠.
٣ إحياء علوم الدين للغزالي ١/١٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>