للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤- الدعوة عن طريق السؤال والجواب:

ومن تنويع أساليب القرآن الكريم في الاحتجاج على المشركين، والتفنن في دعوتهم إلى توحيد الله تعالى –حتى لا يسأموا- استعمل معهم أسلوب الدعوة إلى التوحيد عن طريق السؤال والجواب.

قال الله تعالى: {قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} ١.

ومعنى قوله: {قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلّهِ} ، أي: قل يا محمد لهؤلاء المشركين الجاحدين لرسالتك، المعرضين عما جئتهم به من أمر التوحيد، والبعث والجزاء، لمن هذه المخلوقات في العالم كله، علوية وسفلية؟ لمن الكائنات جميعاً في السموات والأرض خلقاً وملكاً وتصرفاً وتدبيراً؟ قل لهم تقريراً وتنبيهاً وإلزاماً هي لله تعالى وحده، لأنهم يوافقون ويقرون بذلك، ولا يستطيعون إنكاره، إما باعترافهم أو بقيام الحجة عليهم.

وقد جزم صاحب الكشاف، بأنَّ السؤال للتكبيت، وأنَّ قوله تعالى:


١ سورة الأنعام الآية: ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>