للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{قُل لِلّهِ} تقرير لهم، أي: هو لله لا خلاف بيني وبينكم في ذلك، ولا تقدرون أن تضيفوا شيئاً منه إلى غيره١.

وقال الرازي: "أمره بالسؤال أولاً، ثم بالجواب ثانياً، وهذا إنّما يحسن في الموضع الذي يكون الجواب فيه قد بلغ في الظهور إلى حيث لا يقدر على إنكاره منكر، ولا يقدر على دفعه دافع"٢.

ومن الآيات التي وردت في إثبات الوحدانية عن طريق السؤال والجواب، قوله تعالى: {قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا ... } ٣.

قال القرطبي رحمه الله: " أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول للمشركين: {قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْض} ، ثم أمره أن يقول لهم هو الله إلزاماً لهم للحجة، إنْ لم يقولوا ذلك وجهلوا من هو"٤.

وقال تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ


١ الكشاف ٢/٧.
٢ التفسير الكبير ١٢/١٦٤.
٣ سورة الرعد الآية: ١٦.
٤ الجامع لأحكام القرآن ٩/٣٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>