للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي سورة الزخرف آيات كثيرة تناقش هذه القضية، قال تعالى: {بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ} ١.

قال ابن كثير رحمه الله: " أي ليس لهم مستند فيما هم فيه من الشرك، سوى تقليد الآباء والأجداد، بأنهم كانوا على أمة ... ثم بين جل وعلا أن مقالة هؤلاء قد سبقتهم إليها أشباههم ونظائرهم من الأمم السالفة المكذبة للرسل تشابهت قلوبهم "٢.

ويربط القرآن الكريم مقالتهم بمقالات الأمم السابقة المكذبة، والتي أهلكها الله تعالى بسبب كفرهم وتقليدهم الأعمى لآبائهم.

قال تعالى: {وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} ٣.

والآيات السابقة تبين لنا أن التقاليد الوراثية قد استحكمت في


١ سورة الزخرف الآية: ٢٢.
٢ تفسير ابن كثير ٤/١٣٥.
٣ سورة الزخرف الآيات: ٢٣-٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>