للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واشمأزوا، فقال أبو طالب: قل غيرها يا ابن أخي، فإن قومك قد فزعوا منها، فقال: يا عم، ما أنا بالذي أقول غيرها ولو أتوني بالشمس فوضعوها في يدي ما قلت غيرها، فقالوا: لتكفنّ عن شتمك آلهتنا أو لنشتمك، ونشتم من يأمرك، فأنزل الله هذه الآية١.

والآية الكريمة تنهى المؤمنين عن سب معبودات المشركين التي يدعون أنها تجلب لهم النفع، أو تدفع عنهم الضر، لأن المؤمنين إذا سبوا وشتموا معبودات المشركين، ربما غضبوا وذكروا الله بما لا ينبغي من القول، وذلك لأنَّ طبيعة البشر أن كل من عمل عملاً، فإنه يستحسنه


١ رواه أحمد في المسند ٣/٣١٤-٣١٥ تحقيق أحمد شاكر، وإسناده صحيح.
والترمذي ٨/٣٦١، حديث: ٣٢٣٠، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
والحاكم في المستدرك ٢/٤٣٢، وصححه، ووافقه الذهبي، والطبري في التفسير ٧/٣٠٩، والواحدي في أسباب النزول ص: ١٢٧، والسيوطي في الدر المنثور ٥/٢٩٥، وزاد نسبته لابن أبي شيبة وعبد بن حميد والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم، وابن مردويه. ورواه غير هؤلاء من أهل الحديث.
وممن رواه من أهل السير: ابن إسحاق بإسناد منقطع كما في سيرة ابن هشام ٢/٦٧-٦٨، والسير والمغازي ٢٣٦ معلقاً، ويشهد له ما جاء بأسانيد صحيحة عند أهل الحديث.
وانظر: السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية، د. مهدي رزق الله ص: ١٦٦-١٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>