ويدافع عنه، فإنْ كان الشخص يعمل الطيبات استحسنها ودافع عنها، وإنْ كان يعمل السيئات استحسنها ودافع عنها، ومن هنا فإنَّ واجب الداعية أن يبين الحق الواجب بيانه من بطلان عبادة المشركين وسخافتها، وعدم جوازها، وأنها لا تضر ولا تنفع، وأنها لا تستحق شيئاً من العبادة، وأن أي شيء يصرف إليها يكون محرماً، ويوصل صاحبه إلى نار جهنم، ويخلد فيها ما لم يرجع عن ذلك، ويتوب إلى الله تعالى قبل الموت، ثم يترك شأنهم إلى الله تعالى، إذ أنّ مصيرهم إليه، وهو الذي يجازيهم على أعمالهم.
أما أسلوب الدعوة عن طريق السباب والشتائم، فإنه لا يأتي بفائدة، وإنما يأتي بالنتائج العكسية من النفور عن الدعوة، وعدم قبولها، كما قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم:{وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} ١.
وسب آلهة المشركين يترتب عليه المواجهة بالمثل من سب الله تعالى، أو رسوله صلى الله عليه وسلم، أو الدين، أو القرآن، وذلك لجهل المشركين، وعدم معرفتهم بعظمة الله تعالى، وبالتالي فشل الدعوة التي أتعب الداعية نفسه من أجلها.