للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} ١.

ومعنى الآيات أن الله تعالى فاوت بين خلقه في الأرزاق، فهذا غني وذاك فقير، وهذا مالك وذاك مملوك، وأن الأغنياء ليس بمشركين فيما رزقهم الله من الأموال حتى يستووا في ذلك مع عبيدهم.

قال ابن عباس رضي الله عنهما: "لم يكونوا ليشركوا عبيدهم في أموالهم ونسائهم، فكيف يشركون عبيدي معي في سلطاني"٢.

وعنه رواية أخرى: "فكيف ترضون لي ما لا ترضون لأنفسكم".

وأنكر الله تعالى إشراك غيره معه، وهو المتفضل على خلقه بجميع أنواع النعم، ومن ذلك أنّ من آياته خلق النساء من جنس الرجال، ليحصل الائتلاف والمودة والرحمة بينهم، وجعل من هؤلاء الزوجات الأولاد والحفدة، ورزقهم بأنواع الثمار والحبوب، أفمع هذه النعم التي من الله تعالى يؤمنون بالأوثان، ويكفرون بالله تعالى ويضيفونها إلى غيره ممن لا يقدر على إنزال المطر، ولا على إخراج الزرع أو الشجر؟!!

ومن الآيات التي ذكرهم الله تعالى فيها بأنواع كثيرة من النعم المناسبة لهم لعلهم يتدبرون، فيسلمون ويخلصون له العبادة، حتى ينجوا من


١ سورة النحل الآيات: ٧١-٧٤.
٢ تفسير ابن كثير ٢/٦٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>