للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للذي أشرك" ١.

إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث التي تبين أنّه لا يقبل عمل مع الشرك بالله، مهما كان حجم ذلك العمل.

٢- العذاب النفسي:

ويرشد القرآن الكريم هؤلاء المشركين الذين يتخذون من دون الله شركاء وأنداداً، ليمدوا بصائرهم إلى ذلك اليوم الذي يقفون فيه بين يدي الله الواحد الأحد، ليروا عند ذلك أن القوة لله جميعاً، فلا شركاء ولا أنداد مهما كان نوعها.

وأصبحت كلها عاجزة عن حماية أنفسها فضلاً عن حماية تابعيها، وعند ذلك يتبرأ المتبوعون من التابعين، وينشغل كل بنفسه، تابعاً أو متبوعاً من شدة هول العذاب الذي يقطع كل الأواصر والعلاقات، وكل وسائل القربى والمحبة.

وساعتها يعلم المشركون أنَّ الإله الذي يدبر عالم الآخرة، هو عين الإله الذي كان يدبر عالم الدنيا، وأنهم كانوا ضالين في الملجأ إلى سواه، وفي إشراك غيره معه، وأنَّ الضلال هو الذي هبط بعقولهم وأرواحهم، وكان منشأ عقابهم وعذابهم.


١ صحيح مسلم ٤/٢٢٨٩ كتاب الزهد، باب من أشرك في عمله غير الله رقم: ٤٦.
وسنن ابن ماجه ٢/١٥٠٥ كتاب الزهد، باب الرياء والسمعة حديث رقم: ٤٢٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>