للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا شكّ أنَّ الإنسان إذا لم تدله دلائل التوحيد المبثوثة في هذا الكون الكبير، وما جاء به الرسل الكرام من هداية البشرية، أنّ نفسه قد فسدت فساداً لا رجعة فيه، وأنه لم يبق في نفسه عنصر من عناصر الخير والصلاح، وأنّ فطرته التي فطره الله عليها قد انتكست وارتدت إلى أسفل سافلين، وبذلك فقد تهيأت بذاتها إلى حياة الخلود في دار الجحيم، والعياذ بالله.

والآيات التي تبين أنَّ المشرك إذا مات قبل أن يتوب إلى الله عزّ وجل توبة صادقة، فإنه يخلد في النار كثيرة، من ذلك قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} ١.

قال الطبري: "وقد أبانت هذه الآية أنّ كلَّ صاحب كبيرة ففي مشيئة الله، إن شاء عفا عنه، وإن شاء عاقبه عليها، ما لم تكن كبيرته شركاً بالله"٢.

وقال ابن الجوزي: "والمراد من الآية: لا يغفر الله لمشرك على


١ سورة النساء الآية: ٤٨.
٢ تفسير الطبري ٥/١٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>