للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣-بينت الآيات أنَّ الأنثى محل نقص في الظاهر والباطن، في الصورة والمعنى، فيكمل نقص ظاهرها وصورتها بلبس الحلي وما في معناه، ليجبر من نقصها، كما قال بعض شعراء العرب:

وما الحلي إلا زينة من نقيصة ... يتمم من حسن إذا الحسن قصرا

وأما إذا كان الجمال موفرا ... كحسنك لم يحتج إلى أن يزورا١

وأما نقص معناه، فإنها ضعيفة عاجزة عن الانتصار عند الانتصار، لا عبارة لها ولا همة، كما قال بعض العرب وقد بشر ببنت:

ما هي بنعم الولد، نصرها بكاء، وبرها سرقة٢.

وهذا مما يبين سوء نظرتهم للبنت.

قال صاحب التسهيل عند هذه الآية: "والمقصد الردّ على الذين قالوا الملائكة بنات الله، كأنه قال: أجعلتم لله من ينشأ في الحلية؟ يعني يكبر وينبت في استعمالها، وذلك صفة النقص.

ثم أتبعها بصفة نقص أخرى فقال: {وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} ، يعني: أنّ الأنثى إذا خاصمت أو تكلمت، لم تقدر أن تبين حجتها لنقص عقلها، وقلما تجد امرأة إلا تفسد الكلام، وتخلط المعاني، فكيف ينسب لله


١ انظر: تفسير ابن كثير ٤/١٣٤.
٢ المرجع السابق والصفحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>