للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من يتصف بهذه النقائص"١.

وقد زادت الآيات المشركين توبيخاً وإنكاراً في قوله: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ} .

والمعنى أنَّ الذي بلغ حاله في النقص إلى هذا الحد، فكيف يجوز للعاقل إثباته لله تعالى؟

وعن بعض العرب أن امرأته وضعت أنثى فهجر البيت الذي فيه المرأة، فقالت:

ما لأبي حمزة لا يأتينا

يظل في البيت الذي يلينا

غضبان ألا نلدَ البنينا

وليس لنا من أمْرنا ماشينا

وإنّما نأخذُ بالذي أعطينا٢

وفي قوله: {وَجَعَلُوا الْمَلاَئِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا} ، كفر آخر تضمنه قولهم الشنيع، وهو اعتقادهم بأن الملائكة -الذين خلقوا لعبادة الله وطاعته- إناث.

وقد ردّ اللهُ عليهم مقالهم هذا، فقال: {أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ} ، أي:


١ التسهيل لعلوم التنزيل ٤/٤٧.
٢ الفخر الرازي ٢٧/٢٠٢، وروح المعاني للألوسي ٢٥/٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>