للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحضروا وقت خلق الله لهم، حتى يحكموا بأنهم إناث؟

وفي هذا تجهيل للمشركين ورمي لهم بالسفه والحمق، ثم توعدهم على مقالهم بقوله: {سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ} ، أي: ستكتب هذه الشهادة التي شهدوا بها في الدنيا في ديوان أعمالهم، ويسألون عنها يوم القيامة، ليأتوا ببرهان على صحتها، ولن يجدوا لذلك سبيلا.

٤-مناقشتهم في احتجاجهم بالقدر لعبادتهم الباطلة، جاء ذلك في قوله: {وَقَالُوا لَوْ شَاء الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُم} ، أي: وقالوا لو شاء الله لحال بيننا وبين عبادة الملائكة والأصنام، فإنه تعالى عالم بذلك، وقد أقرنا عليه.

قال ابن كثير: "وقد جهلوا في هذا الاحتجاج جهلاً كبيراً، فإنه تعالى قد أنكر ذلك عليهم أشدّ الإنكار، فإنه منذ بعث الرسل، وأنزل الكتب يأمر بعبادته وحده لا شريك له، وينهى عن عبادة ما سواه.."١.

وقال القرطبي: "وهذا منهم كلمة حق أريدَ بها باطل، فكل شيء بإرادة الله، والمشيئة غير الرضى، ولا يصحُّ الاحتجاج بالمشيئة، فإنهم لو عبدوا الله بدل الأصنام لعلمنا أنّ الله أراد منهم ذلك"٢.

ونستطيع أنْ نقول بأنَّ مشيئة الله تعالى وإرادته نوعان: مشيئة قدرية


١ تفسير ابن كثير ٤/١٣٤.
٢ الجامع لأحكام القرآن ١٦/٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>