للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كونية، ومشيئة شرعية.

فالمشيئة الشرعية هي المتضمنة للمحبة والرضى، والكونية هي المشيئة الشاملة لجميع الموجودات.

والمشركون جعلوا المشيئة الكونية والعامة دافعة للأمر والنهي، ولم يذكروها على جهة التوحيد، وإنما ذكروها معارضين بها لأمر الله، دافعين بها شرعه١.

٥-إفهام المشركين بأنَّ عباداتهم في ذلك كله، ليس لها دليل ولا برهان، بل مجرد الآراء والأهواء وتقليد الآباء والأجداد {مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} ، أي: ما لهم على ما قالوا مستند يستندون إليه في تأييد دعواهم، وما هم إلا متقولون على الله زوراً وبهتاناً.

ولما بين تعالى بطلان قولهم بالعقل، أتبعه ببطلانه بالنقل، فقال تعالى: {أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِّن قَبْلِهِ فَهُم بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ} ، أي: هل أنزلنا على هؤلاء المشركين كتاباً من قبل هذا القرآن، ينطق بصحة ما يدّعون حتى يعولوا عليه، ويتمسكوا بتوجيهاته؟

ولما لم يكن لهم حجة على ما زعموا، اعترفوا بأنّه ليس لديهم


١ انظر: شرح الطحاوية لأبي العز الحنفي ص: ١١٦، ١٥٤، ومجموع الفتاوى لابن تيمية ٢/٤٠٩-٤١٠ و ٣/١١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>