للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قدرتنا على الخلق والإعادة {وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى} ، أي: ونثبت من الحمل في الأرحام من أردنا أن نقره فيها، حتى زمن الوضع {ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً} أي: ثم نخرج هذا الجنين فينمو شيئاً فشيئاً {ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ} ، أي: كمال قواكم وعقولكم {وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى} فيموت في شبابه، {وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ} ، فيصل إلى سن الشيخوخة والهرم {لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا} فيعود إلى ما كان عليه في أوان الطفولة من الضعف وقلة الفهم والإدراك.

فالآية الكريمة تخاطب المنكر للبعث، قائلة له: إنْ كنت تستبعد البعث والنشور، فما عليك إلا أنْ تنظر إلى أصل خلقك، ونشأتك الأولى وحياتك المتعددة، فعند ذلك تعلم علم اليقين، أنَّ القدرة التي صنعت ذلك لا يعجزها إحياؤك بعد موتك.

وأما دليل النبات أو إحياء الأرض بعد موتها، فقد جاء في قوله تعالى: {وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} ، وسيأتي إيضاح هذا الاستدلال في موضعه.

قال الفخر الرازي: "ثم إنه لما قرر هذين الدليلين رتب عليهما ما هو المطلوب والنتيجة وذكر أموراً خمسة:

<<  <  ج: ص:  >  >>