للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} ١.

وأما ولاية المؤمن لله تعالى، فهي: الإيمان به تبارك وتعالى قولاً وعملاً واعتقاداً، ونصرة دينه والمحافظة على شرائعه، وموالاته في ما يحبه ويرضاه، وعدم معاداة من والاه.

وخلاصة القول في هذا: فإنَّ ولاية العبد لله تكون في الموافقة في ما يحبُّ الله ويبغض، وموالاة أوليائه ومعاداة أعدائه.

والفرق بين الولايتين بين واضح، وذلك أنّ الله تعالى لا يوالي أحداً من خلقه افتقارا له واحتياجا إليه، وإنّما يواليه إكراماً له، وإنعاماً عليه؛ لأنّ الله تعالى غني عن كل ما سواه، والخلق كلهم في حاجة إليه، وقد نفى الله تعالى أن يكون له ولي من الذل، فقال سبحانه: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} ٢.

وأما العبد فإنه يوالي ربه لشدة فقره واحتياجه إلى هدايته ونصرته وإعانته، ورعايته ومحبته ورضاه عنه، وتقريبه إليه، وهو في حاجة ملحة إلى ربه تبارك وتعالى في كل أمر من أموره في دنياه وآخرته.


١ سورة البينة الآية: ٨.
٢ سورة الإسراء الآية: ١١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>