للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا هو مفهوم الولاية والأولياء عند جهلة الناس في كثير من أنحاء العالم الإسلامي اليوم، وهو كما ترى، جهل واضح، وخطأ فادح لا يستند إلى شيء من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

أما أولياء الله الحقيقيون، فقد بينهم الله تعالى في كتابه الكريم، فقال تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} ١.

فالآيات الكريمة تبين أنّ أولياء الله هم الذين آمنوا به وبرسوله، واتبعوا شرائعه وامتثلوا أوامره، واجتنبوا نواهيه، ووافقوه فيما يحب، وابتعدوا عن مساخطه، ووالوا أولياءه، وعادوا أعداءه.

وقال تعالى: {وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} ٢.

وفي هاء الكناية في قوله {وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ} قولان:

أحدهما: أنها ترجع إلى المسجد، وهو قول الجمهور، والمعنى أنّ المشركين قالوا: نحن أولياء المسجد الحرام، فرد الله عليهم بهذا.


١ سورة يونس الآيات: ٦٢-٦٤.
٢ سورة الأنفال الآية: ٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>