للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثاني: أنها تعود إلى الله عز وجل١.

قال ابن جرير: "وما لهؤلاء المشركين ألاّ يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام، ولم يكونوا أولياء الله، أي: ما أولياء الله إلا المتقون، يعني: الذين يتقون الله بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه، ولكن أكثر المشركين لا يعلمون أنّ أولياء الله المتقون"٢.

ومن هذا يتبين لنا أنّ ولي الله هو المؤمن التقي الصالح، المؤمن بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، المطيع فيما يأمرُ به، المجتنب لما ينهى عنه.

وإذاً فالمظاهر وحدها لا تدلّ على الولاية، ونحن لا يمكننا أن نقطعَ لأحد بالولاية والتقوى، وإنّما يمكن أنْ نَحْكُم بإسلام شخص من خلال ما يظهر لنا من أحواله وسيرته على قاعدة: "لنا الظاهر والله يتولى السرائر".

أمّا القطع بولاية شخص وتقواه، فهذا مردّه إلى الذي يعلم سرائر العباد، سبحانه وتعالى، قال عز وجل: {وَاللهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ} ٣.


١ زاد المسير لابن الجوزي ٣/٣٥٢.
٢ تفسير ابن جرير الطبري ٩/٢٣٩.
٣ سورة النساء الآية: ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>