للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} ١.

ومن خلال الآيات الكريمة، يتبين لنا أنّ أولياء الله الحقيقيين لا يعلنون عن أنفسهم، لأنّ الولاية الحقة إنّما تكون في القلوب إيماناً وتقوى، وليس لها آثار معروفة أو ملموسة سوى الاستقامة على طاعة الله سبحانه وتعالى، والمحبة الخالصة له ولرسوله صلى الله عليه وسلم، والانقياد لأوامر الدين، والابتعاد عن نواهيه.

وموقفهم تجاه دين الله يتمثل في العمل به ونصرته، وعلاقتهم مع الله سبحانه باتخاذه وحده ولياً لهم دون غيره، وعلاقتهم بعضهم ببعض يتمثل في التعاون والتناصح والتأييد والنصرة في الحق.

وعلاقتهم مع أعداء الله يكون في عدم محبتهم أو مناصرتهم.

روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ الله قال من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليّ عبد بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها،


١ سورة المائدة الآية: ٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>