للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته"١.

هذه الولاية الحقة، وهذا ما فهمه السلف الصالح عنها، لا كما يدعي الدجالون في هذا الزمان.

يذكر الأستاذ رشيد رضا جوانب هامة عن حياة هؤلاء الأدعياء تحت عنوان "أولياء الخيال وأولياء الطاغوت والشيطان فيقول: " فأولياء الله الذين يشهد لهم كتابه بالولاية هم المؤمنون الصالحون المتقون، ولكن اشتهر بين المسلمين بعد عصر السلف ما يدلّ على أنّ الأولياء عالم خيالي غير معقول، لهم من الخصائص في عالم الغيب، والتصرف في ملكوت السموات والأرض، فوق كل ما ورد في كتاب الله وأخبار رسوله الصادقة، في أنبياء الله المرسلين، وينقلون مثل هذه الدعاوى عن بعض من اشتهروا بالولاية ممن لهم ذكر في التاريخ، ومن لا ذكر لهم إلا في كتاب الأدعياء الذين فتنوا المسلمين والمسلمات بهم، ممن يسمون بالمتصوفة وأهل الطريق، ينقلون عنهم ما يؤيدون به مزاعمهم الخرافية الشركية"٢.

هذه بعض صور أولياء الله عند أولئك القوم، وهم في الحقيقة أعداء الله ورسوله والمؤمنين؛ لأنهم تركوا ما أمروا به، وفعلوا ما يخالف كتاب


١ صحيح البخاري بشرح الفتح ١١/٣٤٠ كتاب الرقاق، باب التواضع.
٢ تفسير المنار ١١/٤٢٠ مع بعض اختصار.

<<  <  ج: ص:  >  >>