للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علينا رجل، شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه ... " ثم ذكر أسئلته للرسول صلى الله عليه وسلم ... وفي نهاية الحديث بين الرسول صلى الله عليه وسلم أنّ هذا الرجل هو جبريل عليه السلام، بدليل قوله: "يا عمر أتدري من السائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم" ١.

والقرآن الكريم حينما يحرص على تفنيد هذه الشبهة، ويرد على قائليها، إنما ليبين أنّ لغة الماديين واحدة، مهما تباعدت الأزمنة والأمكنة.

وعلى الرغم من سذاجة هذه الشبهة وتفاهتها، لكونها لم تدعم بدليل، ولم تؤيد ببرهان؛ لأنها تقيد مشيئة الله تعالى وقدرته العظيمة، وهو الفعال لما يريد، وهو الذي يختص برحمته من يشاء من خلقه، فإنّ القرآن الكريم لم يمر على هذه الشبهة دون الردّ عليها، وإبطالها، وذلك لتثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم، وتقوية عزائم المؤمنين، وخذلان الباطل،


١ صحيح البخاري مع الفتح ١/١١٤ كتاب الإيمان، باب سؤال جبريل النبي عن الإيمان والإسلام والإحسان وعلم الساعة.. رقم: ٣٧.
وصحيح مسلم ١/٣٧-٣٨ كتاب الإيمان، حديث رقم: ١، وفي ١/٤٠ كتاب الإيمان، رقم: ٥، ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>