للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإظهار الحق ونصرته.

ويرد القرآن الكريم على الاقتراحين السابقين من وجهين، كما جاء في قوله تعالى: {وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ * وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ} ١.

فالوجه الأول: أنه لو أنزل اللهُ تعالى ملكاً كما اقترحوا، لقضي الأمر بإهلاكهم ثم لا ينظرون.. بل يأخذهم العذاب عاجلاً كما مضت به سنة الله فيمن قبلهم.

قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الآية: ولو أتاهم ملك في صورته، لأهلكناهم، ثم لا يؤخرون طرفة عين، وقال قتادة، يقول: لو أنزل الله ملكاً ثم لم يؤمنوا لعجل لهم العذاب.

وقال مجاهد في قوله: {لَّقُضِيَ الأمْرُ} ، أي: لقامت الساعة٢.

وذكر صاحب المنار عن المفسرين في قضاء الأمر هنا عدة وجوه٣:


١ سورة الأنعام الآيتان: ٨-٩.
٢ انظر: تفسير ابن جرير الطبري: ٧/١٥١-١٥٢، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي ٦/٣٩٣.
٣ تفسير المنار ٧/٣١٤-٣١٥.
وانظر: تفسير القرطبي ٦/٣٩٣-٣٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>