خامساً: أنه على الرغم من كثرة النصوص الواردة في النهي عن الشرك والتحذير من صغيره وكبيره، فإن الشرك لا يزال ينتشر في بعض بقاع العالم الإسلامي على الرغم من انتشار العلوم والمعارف والتقدم الثقافي، بل أخذت معاول الهدم والتخريب تعمل جاهدة على إحياء ما قبل الإسلام، ومن ذلك إحياء الوثنية الجاهلية، فظهرت البدع التي قام أتباعها بنشرها والترويج لها، فظهر في الساحة القبوريون وأدعياء الولاية من الصوفية والمبتدعة، وأهل السحر والشعوذة الذين شوهوا معالم الدين، وزيفوا حقائقه ومعتقداته، حتى أصبحت في بعض البلدان السنة بدعة والبدعة سنة، وأصبح الشرك توحيداً، والتوحيد شركاً وكفراً١، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
سادساً: أن هذا الموضوع بهذا العنوان وهذا المنهج الذي اتبعته لم أر من أفرده بالتأليف -على مبلغ علمي المحدود- اللهم ما تناثر في كتب العلماء القدامى والمحدثين في كتب العقائد والتفاسير والتواريخ ونحوها.
لهذا عزمت على الكتابة في هذا الموضوع محاولاً إعطاء القارئ صورة واضحة عن مسلك القرآن في دعوته للمشركين وما أقامه عليهم من الحجج والبراهين الدالة على وحدانية الله تعالى.
١ انظر في هذا: الإسلام والدعوات الهدامة لأنور الجندي ص: ٢١٩، ومصرع الشرك والخرافة للشيخ خالد محمد علي الحاج ص: ١١.