للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الغزالي وهو أشعري توفي سنة٥٠٥هـ بعد أن ذكر أن الله ميز عصابة السنة بأنوار اليقين ... حتى اعتصموا من مقتضيات العقول بالحبل المتين، ومن سير الأولين وعقائدهم بالمنهج المبين، فجمعوا بين نتائج العقول وقضايا الشرع المنقول، وتحققوا أن النطق بما تعبدوا به من قول لا إله إلا الله محمد رسول الله ليس له طائل ولا محصول، إن لم يتحقق الإحاطة بما تدور عليه هذه الشهادة على إيجازها تتضمن إثبات ذات الإله وإثبات صفاته وإثبات أفعاله وإثبات صدق الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلموا أن بناء الإيمان على هذه الأركان وهي أربعة".١

فيظهر من هذه النصوص أن التوحيد لدى المتكلمين يتعلق بإثبات، أولاً: ربوبية الله تعالى، وثانياً: إثبات أسمائه وصفاته.

أما توحيد الألوهية فلم يذكروه ولا بكلمة واحدة، وأغفلوا الحديث عنه تماماً، فلا ذكر له في كتبهم. وسنبين موقفهم منه، بعد أن نبين كلامهم وموقفهم من توحيد الربوبية.

أولاً: توحيد الربوبية.

توحيد الربوبية لدى المتكلمين هو الغاية من أنواع التوحيد عندهم، وقد أجهدوا أنفسهم وكدوا أذهانهم في تقريره بالعبارات المطولة والمقدمات المنطقية والفلسفية والنتائج، حتى توصلوا في النهاية إلى إقرار هذا النوع من التوحيد.

والملاحظ في كلامهم في هذا النوع من التوحيد أنهم يقررونه من ناحيتين:

الناحية الأولى: إثبات وجود الله تعالى، والناحية الثانية: إثبات خلقه لهذا العالم.


١ قواعد العقائد للغزالي ص١٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>