للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بيان بطلان قول الرافضة في الإمامة على التفصيل, والرد عليهم:

أ - دعوى الرافضة بأن الإمامة ركن من أركان الدين باطلة من عدة أوجه منها:

١ - إن زعمهم أنها ركن من أركان الإسلام كذب منهم فلم يرد عن الله ولا عن رسوله صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك، بل جميع رواياتهم في هذا إنما يروونها عن جعفر بن محمد بن علي الملقب بالصادق، وليس هو مشرع وليس لقوله اعتبار إلا في حالة موافقته لكلام الله عز وجل أو كلام رسوله صلى الله عليه وسلم.

٢ - إن رواياتهم عن جعفر الصادق مسلسلة بالمجاهيل،وهم يكذبون على آل البيت وينسبون إليهم ما لم يقولوه.

٣ - إن هذا القول مخالف لما ورد في الحديث الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: "بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، والحج"

كما أنا إذا نظرنا في أركان الإسلام نجد أنها كلها عبادات محضة لله عز وجل إما عبادة بدنية كالصلاة والصيام أو عبادة مالية كالزكاة أو عبادة بدنية مالية كالحج، وليست الولاية من جنسها بل تتعلق بسياسة الأمة المسلمة وإدارة شؤونها وتنفيذ حدود الله عز وجل وأوامره التي تتعلق بولي الأمر، فهي وسيلة إلى الخير والعبادة وليست غاية مطلوبة بحد ذاتها مثل قائد الجيش أو مدير الإدارة، فالهدف من تنصيبه هو سياسة العمل الموكل إليه وإدارته وفق ما لديه من تعليمات.

٤ - إن كلامهم مضطرب وهكذا الباطل دائماً، فمرة جعلوا الأركان خمسة، ومرة ثلاثة، ومرة ستة، فهذا دليل الاضطراب والكذب.

٥ - زعمهم أن الإمامة أعظم أركان الإسلام، ثم زعمهم أنها منصب إلهي كالنبوة بمعنى أن الله هو الذي يختار الأئمة، فهذا من الباطل لأن فيه دلالة على أن


١ أخرجه البخاري في كتاب الإيمان ١/٩ من عدة أوجه عن ابن عمر رضي الله عنهما, باب دعاؤكم إيمانكم, ومسلم في كتاب الإيمان ١/٤٥, باب بيان أركان الإسلام ودعائمه العظام.

<<  <  ج: ص:  >  >>