للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شروطاً، فإياك وقذف المحصنات. وقيل للحسن: إن ناساً يقولون: من قال لا إله إلا الله دخل الجنة، فقال: من قال لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها دخل الجنة.

قال وهب من منبه لمن سأله: أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله؟ قال: بلى، ولكن ما من مفتاح إلا وله أسنان، فإن أتيت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك.

وهذا ظاهر كلام القاضي عياض، وما رجحه النووي وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن رجب وابن حجر، وكثير من الأئمة، وهو أنه لابد مع لا إله إلا الله من عمل الصالحات وتجنب السيآت، الذي هو تحقيق لمعناها ومقتضاها، ودليل على الصدق فيها. ١

آثار قول المرجئة في مسمى الإيمان:

إن قول المرجئة الذين أخرجوا العمل عن مسمى الإيمان له آثار ولوازم فاسدة من أهمها:

١ - مخالفة كلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم في تحديد الإيمان ووصفه.

المرجئة زعموا أن الإيمان هو التصديق فقط أو التصديق مع القول على قول بعضهم، وهذا أخذ ببعض الكتاب وترك للبعض الآخر إذ هو آخذ للنصوص التي ذكرت أن الإيمان هو ما في القلوب، مثل قوله تعالى: {أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ} [المجادلة٢٢] أو الآيات التي تضمنت ذكر قول اللسان وذلك في مثل قوله


١ انظر الآثار السابقة وأقوال العلماء في شرح النووي على مسلم ١/٢١٩، الإنتصار في الرد على المعتزلة القدرية ٣/٧٥٧، فتح الباري ١/٢٢٦، معارج القبول ١/٣٤٣، الدين الخالص ٣/١٣٧-١٤٧، تيسير العزيز الحميد ٨٧-٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>