المرجئة زعموا أن الفاسق مؤمن كامل الإيمان ووصف الإيمان وصف مدح وثناء رتب الله عليه الجنة وهو مثل بر وتقي وصالح، مع أن الفساق ليسوا كذلك بل ورد في الشرع ذمهم لتلبسهم بالأعمال المحرمة،فكيف يستقيم أن يكون ممدوحا على جهة الكمال والتمام وهو في نفس الوقت مذموم.
٤ - مساواتهم بين أفسق الناس وأتقى الناس في الإيمان.
المرجئة جعلوا الإيمان شيئا واحدا أو من شيئين لا يتفاوت أهله فيه، فبالتالي من أنفق ساعاته وحياته كلها في معاصي الله عز وجل، والوقوع فيما حرمه الله، وهو مقر لله بالربوببة والألوهية ومصدق للنبي صلى الله عليه وسلم في الرسالة مثل جبريل وميكائيل وسائر الأنبياء عليهم السلام في الإيمان. ولاشك أن المساواة بين أفسق الناس وأتقى الناس في الإيمان قول باطل.
٥ - تهاونهم بأعظم الأصول الدينية وهو توحيد الألوهية.
لما زعم المرجئة أن العمل ليس داخلا في أصل الإيمان أخرجوا في كلامهم عن التوحيد ما له علاقة بالعمل وهو توحيد الألوهية فتراهم في تعريفهم وذكرهم للتوحيد لا يذكرون سوى الربوبية والأسماء والصفات لتعلقهما بالاعتقاد ويهملون ذكر توحيد الألوهية ويبدو أن هذا من آثار تعريفهم للإيمان.
وتوحيد الألوهية هو الغاية التي من أجلها خلق الإنسان وهو أعظم المطالب الشريعة مع ذلك أهمله المرجئة وكفى بهذا أثرا فاسدا لقولهم في الإيمان أنه التصديق دون العمل.