للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسنده أن عمر رضي الله عنه مر بمعاذ بن جبل فقال: "ما قوام هذا الأمة؟ قال معاذ: ثلاث وهن المنجيات: الإخلاص، وهو الفطرة {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [الروم٣٠] ، والصلاة: وهي الملة، والطاعة: وهي العصمة، فقال عمر: صدقت.

وروى عن مجاهد أنه قال: فطرة الله الإسلام ". ١ وهو قول أكثر السلف.٢ وقد دل على ذلك أدلة عديدة، منها:

قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} [الأعراف١٧٢] .

وأخرج الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا قال: "إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بنعمان –يعني عرفه- فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذر ثم كلمهم قبلا قال: "ألست بربكم"قالوا: بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين"

وكذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كمثل البهيمة تنتج البهيمة هل ترى فيها جدعاء"

وحديث عياض بن حمار المجاشعي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبته: "ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا: كل مال نحلته عبداً حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به


١ تفسير ابن جرير ٢١/٤٠.
٢ انظر شفاء العليل ٢/٢٩٧-٣١٥، وانظر القائد إلى تصحيح العقائد ص١٨.
٣ حم ١/٢٧٢ وذكر ابن كثير في تفسيره ٢/٢٤١ روايات عديدة في هذا المعنى ورجح وقفها على ابن عباس رضي الله عنه.
٤ أخرجه البخاري، كتاب الجنائز، فتح الباري ٣/٢٤٦

<<  <  ج: ص:  >  >>