"الإبانة" من جمعه وهو ثلاث مجلدات: "باب الإيمان بأن الله على عرشه، بائن من خلقه، وعلمه محيط بخلقه".
أجمع المسلمون من الصحابة والتابعين، أن الله على عرشه فوق سمواته، بائن من خلقه، فأما قوله:{وَهُوَ مَعَكُم} فهو كما قالت العلماء: علمه، وأما قوله:{وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ} معناه أنه هو الله في السموات وهو الله في الأرض "إله" وتصديقه في كتاب الله {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ} واحتج الجهمي بقوله: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} فقال: إن الله "معنا وفينا"١ وقد فسر العلماء "أن" ذلك علمه، ثم قال تعالى في آخرها:{إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم} .
ثم إن ابن بطة سرد بأسانيده أقوال من قال: إنه علمه، وهم الضحاك والثوري ونعيم بن حماد، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه.
وكان ابن بطة من كبار الأئمة، ذا زهد وفقه، وسنة واتباع، وتكلموا في إتقانه، وهو صدوق في نفسه، سمع من البغوي وطبقته، وتوفي سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
١٣٤- الدارقطني "٣٠٦-٣٨٥"
كان العلامة الحافظ أبو الحسن علي بن عمر نادرة عصره، وفرد الجهابذة، ختم به هذا الشأن، فمما صنف كتاب "الرؤية" وكتاب "الصفات" وكان إليه المنتهى في السنة ومذهب السلف.
٣٠٨ وهو القائل "فيما" أنبأني أحمد بن سلامة عن يحيى بن يوش أنبأنا ابن كادش أنشدنا أبو طالب العشاري، أنشدنا الدارقطني رحمه الله تعالى:
حديث الشفاعة في أحمد
... إلى أحمد المصطفى نسنده
..................... ... على العرش أيضاً فلا نجحده
أمروا الحديث على وجهه ... ولا تدخلوا فيه ما يفسده
١ بياض في المطبوعات كلها، لكن الهندية استدركتها على الهامش، وهي ثابتة في المخطوطة ولذلك أثبتها.