للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العلماء، كما قدمناه١، وبلا ريب أن فضول الكلام تركه من حسن الإسلام.

وكان ابن أبي زيد٢ من العلماء بالمغرب، وكان يلقب بمالك الصغير، وكان غاية في علم الأصول، وقد ذكره الحافظ ابن عساكر في كتاب "تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الأشعري" ولم يذكر له وفاة. توفي سنة ست وثمانين وثلاثمائة، وقيل: سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، وقد نقموا عليه في قوله "بذاته" فليته تركها.

٢٨٩- قلت: هو عبيد الله بن سعيد بن حاتم البكري حافظ متقن، مات سنة "٤٤٤"، قال المؤلف في "التذكرة" "٣/ ٢٩٧":

"صاحب الإبانة الكبرى في مسألة القرآن، وهو كتاب طويل في معناه، دال على إمامة الرجل، وبصره بالرجال والطرق".

٢٩٠- مضت ترجمته.

٢٩١- نسبة إلى "جيل" وهي بلاد متفرقة من وراء طبرستان. ويقال لها "جيلان" و"كيلان"، وهو من كبار فقهاء الحنابلة، ومن المتمسكينن في مسائل الصفات وغيرها بالسنة، مبالغا في الرد على من خالفها، ومن المشهورين بالصلاح والتصوف، وكانت له أحوال وشطحات، لكن لم تبلغ به إلى الانزلاق فيما انزلق فيه غيره من المتصوفة من الحلول وغيره، توفي سنة "٥٦١" عن تسعين سنة.

٢٩٢- قلت: وهؤلاء وأمثالهم من أهل السنة وفيهم المؤلف يقول عنهم الكوثري -عامله الله بما يستحق- بأنهم شيوخ الحشوية! لأنهم يتسارعون إلى نقل هذه اللفظة "بذاته" عن ابن أبي زيد هذا، ويقول عنها إنها إما مدسوسة، أو من قبيل الاحتراس بالرفع أي المجيد بذاته! وهكذا فليكن التشكيك في أقوال أهل العلم بالإنكار أصلا أو بتأويله تأويلا باطلا!

٢٩٣٤- قلت: يعني لكي لا ينقم الناس عليه، لا لأنه خطأ في نفسه، كيف وقد قاله من سبق ذكرهم من العلماء عند المؤلف، مع ملاحظة أنه لا فرق في الحقيقة بينه وبين قول المؤلف المتقدم آنفا: "والله تعالى خالق كل شيء بذاته"! وراجع لهذا الكلام ابن تيمية في "حديث النزول" "ص٥٦".


١ انظر تعليق الكوثري على التبيين "ص١٢٣".
٢ اسمه عبد الله.

<<  <   >  >>