"ولا يوصف إلا بما وصف به نفسه، أو وصف به نبيه، فهي صفة حقيقة لا مجازا".
قلت: وكان أيضاً يسعه السكوت عن "صفة حقيقة" فإننا إذا أثبتنا نعوت الباري وقلنا: تمر كما جاءت. فقد آمنا بأنها صفات، فإذا قلنا بعد ذلك: صفة حقيقة وليس بمجاز، كان هذا كلاماً ركيكاً نبطياً مغلثا للنفوس فليهدر، مع أن هذه العبارة وردت عن جماعة، ومقصودهم بها أن هذه الصفات تمر ولا يتعرض لها بتحريف ولا تأويل، كما يتعرض لمجاز الكلام، والله أعلم.
وقد أغنى الله تعالى عن العبارات المبتدعة، فإن النصوص في الصفات واضحة، ولو كانت الصفات ترد إلى المجاز، لبطل أن تكون صفات لله، وإنما الصفة تابعة للموصوف، فهو موجود حقيقة لا مجازاً، وصفاته ليست مجازاً، فإذا كان لا مثل له ولا نظير لزم أن تكون لا مثل لها.
وإنما شهر الإمام أبو أحمد بـ"القصاب" لكثرة من قتل في الغزو من الكفار. وكان من أئمة الحديث في حدود الأربعمائة.
٢٩٧- هو الحافظ الإمام محمد بن علي بن محمد المجاهد، وإنما عرف بـ"القصاب" لكثرة ما أهرق من دماء الكفار في الغزوات كما في "تذكرة المؤلف""٣/ ١٤١" وقال:
"ولم أظفر بوفاته، وكأنه بقي إلى قريب الستين وثلاثمائة".
و"الكرجي" بالجيم كذا وقع في جميع الأصول، ووقع في "التذكرة""الكرخي" بالخاء المعجمة وأظنه خطأ مطبعيا، فقد جاء فيها بعد سطور:"وفيه يقول أبو الحسن الكرجي:
"وفي الكرج الغراء أو حد عصره
أبو أحمد القصاب غير مغالب".
و"الكرج" بفتح أوله والراء مدينة بين أصبهان وهمذان.
و"الكرج" بضم أوله وسكون الراء جيل من النصارى يسكنون ناحية من بعض أذربيجان من الروم.
ومن الغريب أن المترجم لم يذكر في هاتين البلدتين من كتب الأنساب والبلدان والمشتبه. والله أعلم.