للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عن أبي الحسن الأشعري".

"كذلك قولنا في جميع المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفات الله -إذا صح- من إثبات اليدين والوجه والعينين، ونقول: إنه يأتي يوم القيامة في ظلل من الغمام، وأنه ينزل إلى السماء الدنيا، كما في الحديث، وأنه مستو على عرشه، إلى أن قال:

"وقد بينا دين الأئمة وأهل السنة أن هذه الصفات تمر كما جاءت بغير تكييف، ولا تحديد ولا تجنيس ولا تصوير، كما روي، عن الزهري وعن مالك في الاستواء، فمن تجاوز هذا فقد تعدى وابتدع وضل".

فهذا النفس نفس هذا الإمام، وأين مثله في تبحره وذكائه وبصره بالملل والنحل؟ فلقد امتلأ الوجود بقوم لا يدرون ما السلف، ولا يعرفون إلا السلب، ونفي الصفات وردها، صم بك عتم عجم، يدعون إلى العقل ولا يكونون على النقل، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

مات القاضي أبو بكر سنة ثلاث وأربعمائة وهو في عشر السبعين، حدث عن القطيعي وابن ماسي، وقد سارت بمصنفاته الركبان.

١٤٠- أبو أحمد القصاب "؟ -نحو٤٠٠"

٣١٥- قال العلامة أبو أحمد الكرجي في عقيدته التي ألفها، فكتبها الخليفة القادر بالله وجمع الناس عليها، وذلك في صدر المائة الخامسة، وفي آخر أيام الإمام أبي حامد الإسفراييني شيخ الشافعية ببغداد، وأمر باستتابة من خرج عنها من معتزلي ورافضي وخارجي، فمما قال فيها:

"كان ربنا عز وجل وحده لا شيء معه، ولا مكان يحويه، فخلق كل شيء بقدرته، وخلق العرش لا لحاجة إليه، فاستوى عليه استواء استقرار١ كيف شاء وأراد، لا استقرار راحة كما يستريح الخلق"١.

قلت: ليته حذف "استواء استقرار" وما بعده فإن ذلك لا فائدة فيه بوجه، والباري منزه عن الراحة والتعب، إلى أن قال:


١ سيأتي نحوه بزيادة في الترجمة "١٤٥".

<<  <   >  >>