الشهيد المرزوق عند ربه بعد قتله؟ وكيف حياة النبيين الآن؟ وكيف شاهد النبي صلى الله عليه وسلم أخاه موسى يصلي في قبره قائماً؟ ثم رآه في السماء السادسة وحاوره، وأشار عليه بمراجعة رب العالمين، وطلب التخفيف منه على أمته؟ وكيف ناظر موسى أباه آدم، وحجه آدم بالقدر السابق، وبأن اللوم بعد التوبة وقبولها لا فائدة فيه؟ وكذلك نعجز عن وصف هيأتنا في الجنة، ووصف الحور العين، فكيف بنا إذا انتقلنا إلى الملائكة وذواتهم وكيفيتها، وأن بعضهم يمكنه أن يلتقم الدنيا في لقمة مع رونقهم وحسنهم وصفاء جوهرهم النوراني، فالله أعلى وأعظم، وله المثل الأعلى والكمال المطلق، ولا مثل له أصلاً {آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُون} .
٣٣٠- وقال القاضي أبو يعلى أيضاً بعد أن ذكر حديث الجارية:
"الكلام في هذه الخبر في فصلين:
أحدهما: جواز السؤال عن الله تعالى سبحانه بـ"أين هو؟ "
والثاني: جواز الإخبار عنه بأنه في السماء، وقد أخبرنا تعالى أنه في السماء فقال:{أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاء} وهو على العرش".
وسرد كلاما طويلاً، لكنه ساق أحاديث ساقطة لا يسوغ أن يثبت بمثلها لله صفة.
وكان آية في معرفة مذهب الإمام أحمد، صنف التصانيف الفائقة، وتوفي سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، وكان عالي الإسناد، سمع من علي بن عمر الحربي وطائفة، وعاش نيفاً وثمانين سنة.
١٥٣- البيهقي "٣٨٤-٤٥٨"
٣٣١- قال الإمام شيخ الإسلام أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي صاحب التصانيف في كتاب "المعتقد" له:
"باب القول في الاستواء" قال الله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وقال: "ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ"، و {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِه} ، {يَخَافُونَ رَبَّهُم