للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وخضت بحاراً ليس يدرك قعرها ... وسيرت نفسي في قسيم١ المفاوز

ولججت في الأفكار ثم تراجع أخـ ... تياري إلى استحسان دين العجائز

٣٠٦- قلت: ومن شعر أبي المعالي رحمه الله:

نهاية إقدام العقول عقال ... وغاية آراء الرجال ضلال

وأرواحنا في وحشة من جسومنا ... وغاية دنيانا أذى ووبال

ومن قوله:

"قرأت خمسين ألفا، في خمسين ألفا، ثم حلبت أهل الإسلام بإسلامهم فيها وعلومهم الظاهرة، وركبت البحر الخضم، وغصت في الذي نهى أهل الإسلام عنه "قلت: كأنه يعني علم الكلام" كل ذلك في طلب الحق، وهو يأمن التقليد "قلت: فكيف يكون حال الغارق في التقليد والموجب له؟! والآن رجعت من العمل إلى كلمة الحق: "عليكم بدين العجائز"، فإن لم يدركني الحق بلطفه، وأموت على دين العجائز، وتختم عاقبة أمري على الحق وكلمة الإخلاص، وإلا فالويل لابن الجويني".

نقلته من "شذرات الذهب" "٣/ ٣٦١-٣٦٢".

٣٠٧- قلت: يشير المؤلف رحمه الله تعالى إلى أن ليس بحديث وإن اشتهر على الألسنة عند بعض الفقهاء، أنه حديث الغزالي، وفي كلام المترجم نفسه الذي نقلته آنفا عن "الشذرات" ما يشعر بذلك فتنبه، وانظر الكلام عليه في كتابي "الأحاديث الضعيفة والموضوعة" "٥٣".

٣٣٧- قال أبو منصور بن الوليد الحافظ في رسالة له إلى الزنجاني: أنبأنا عبد القادر الحافظ بحران، أنبأنا الحافظ أبو العلاء، أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي الحافظ فقال:

سمعت أبا المعالي الجويني وقد سئل عن قوله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ؟

فقال: "كان الله ولا عرش -وجعل يتخبط في الكلام- فقلت: قد علمنا ما أشرت إليه، فهل عندك للضرورات من حيلة؟ فقال: ما نريد بهذا القول وما


١ وكذا في المخطوطة، ولعله "فسيح".

<<  <   >  >>